| BR Trading

تصريحات المسؤولين الأميركيين تشير لبعض المرونة بشأن موعد فرض الرسوم

تصريحات المسؤولين الأميركيين تشير لبعض المرونة بشأن موعد فرض الرسوم

المصدر:

بلومبرغ

سارع عدد من أبرز الشركاء التجاريين للولايات المتحدة خلال عطلة نهاية الأسبوع، لإبرام صفقات أو طلب مهلة إضافية، بينما أشار وزير الخزانة سكوت بيسنت إلى أن الدول التي لن تبرم اتفاقاً بحلول الأربعاء، قد تُمنح فترة تفاوض إضافية تمتد ثلاثة أسابيع.

وقال بيسنت في مقابلة مع برنامج "ستيت أوف ذا يونيون" على شبكة "سي إن إن" يوم الأحد: "سنكون مشغولين جداً خلال الساعات الـ72 المقبلة"، في إشارة إلى الوقت المتبقي قبل حلول المهلة المحددة من قبل الإدارة في 9 يوليو.

وفي تصريحات عبر برنامجين تلفزيونيين، ألمح بيسنت إلى أن الرسائل التي يستعد الرئيس دونالد ترمب لإرسالها هذا الأسبوع إلى شركاء تجاريين لا تمثل الكلمة الأخيرة بشأن معدلات الرسوم الجمركية الفورية. وأكد أن الرسوم ستدخل حيز التنفيذ في الأول من أغسطس، مما يترك المجال مفتوحاً للدول التي لم تبرم اتفاقاً بعد لتقديم عروضها.

من جهته، قال وزير التجارة هوارد لوتنيك للصحفيين إلى جانب ترمب أثناء صعودهما الطائرة الرئاسية عائدين إلى واشنطن: "الرسوم الجمركية تدخل حيز التنفيذ في الأول من أغسطس، لكن الرئيس يحدد المعدلات والصفقات الآن".

وأوضح ترمب أن رسائل التعرفة الجمركية إلى ما بين 12 و15 شريكاً ستُرسل اعتباراً من يوم الإثنين، مضيفاً: "أعتقد أننا سننتهي من معظم الدول بحلول 9 يوليو، سواء برسالة أو باتفاق".

رسوم "يوم التحرير" ستعود

على مدى أسابيع، أوضحت الإدارة أن رسوم ترمب المتبادلة ستعود في 9 يوليو إلى مستوياتها المرتفعة المعلنة في 2 أبريل في ما أطلق عليه ترمب اسم "يوم التحرير"، في حال فشلت الدول المعنية في التوصل إلى اتفاقات تهدف لتقليص العجز التجاري الأميركي. 

واعترف بيسنت بأن عدد المحادثات الجارية حالياً يعقد المراحل الأخيرة. وقال في مقابلة مع "فوكس نيوز": "هناك ازدحام كبير مع اقترابنا من خط النهاية"، مضيفاً: "حين نقول لشركائنا التجاريين إن الرسوم قد تعود إلى تاريخ 2 أبريل، أعتقد أن ذلك سيدفع الأمور قدماً خلال الأيام والأسابيع المقبلة".

وأفاد ترمب للصحافيين خلال عطلة الرابع من يوليو بأنه "وقّع على بعض الرسائل وستُرسل الإثنين، على الأرجح 12 رسالة مبدئياً". ورفض الكشف عن أسماء المتلقين، قائلاً إن التعليمات تتضمن "مبالغ مختلفة من المال، ونسب رسوم مختلفة، وتصريحات مختلفة بعض الشيء".

وفي تصريحاته لشبكة "سي إن إن"، رفض بيسنت اعتبار الأول من أغسطس بمثابة مهلة نهائية جديدة، وقال: "إذا أردت تسريع الأمور، فالخيار لك"، في إشارة إلى الدول التي ستتلقى الرسائل. وأضاف: "إذا أردت العودة إلى المعدل القديم، فذلك قرارك".

وأوضح أن التركيز ينصب على 18 شريكاً تجارياً رئيسياً، وأن عدة اتفاقات كبيرة باتت قريبة، رغم أن "هناك كثيراً من التباطؤ من الطرف الآخر". وكانت إدارة ترمب قد ذكرت مراراً أن عدداً من الاتفاقات بات وشيكاً، لكن لم يُعلن سوى عن إطار محدود مع المملكة المتحدة، وهدنة مع الصين، ومقترح أولي مع فيتنام.

مرونة في تصريحات المسؤولين الأميركيين

تعكس التصريحات الأخيرة لكل من ترمب وبيسنت استمرار مرونة المحادثات قبل ثلاثة أيام فقط من المهلة الأصلية. وأكد وزير الخزانة أن واشنطن تمارس "أقصى قدر من الضغط" على الشركاء التجاريين، وأن المحادثات مع الاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة شهدت "تقدماً جيداً جداً"، علماً أن الكتلة تمثل نحو خمس التجارة السلعية الأميركية.

وكان من المقرر إرسال الرسائل في 4 يوليو مع بدء تنفيذ الرسوم في 1 أغسطس، وفق تصريحات ترمب السابقة. وخلال عطلة نهاية الأسبوع، كثّف المسؤولون الأميركيون مفاوضاتهم مع دول منها اليابان وكوريا الجنوبية والاتحاد الأوروبي والهند وفيتنام.

وبات معروفاً أن أحد أساليب ترمب في التفاوض يتمثل في التهديد الأحادي عند بلوغ المفاوضات مراحل حرجة، ما يثير تساؤلات عما إذا كانت الرسائل حقيقية أم مجرد وسيلة لترهيب شركاء مترددين في تقديم تنازلات أخيرة.

وفي أعقاب إعلان ترمب الأسبوع الماضي عن اتفاق مع فيتنام، صرّحت وزارة الخارجية الفيتنامية بأن المفاوضين لا يزالون ينسّقون مع نظرائهم الأميركيين لاستكمال التفاصيل.

وفيما كان يُتوقع التوصل إلى اتفاق مرحلي مع الهند أيضاً، أظهرت نيودلهي موقفاً أكثر تشدداً في الأيام الأخيرة، مهددة بفرض رسوم على بعض السلع الأميركية رداً على ارتفاع التعريفات الأميركية على السيارات ومكوناتها.

كوريا الجنوبية تبحث عن تمديد للمهلة

من جانبها، تسعى كوريا الجنوبية لتفادي الرسوم المرتفعة على السيارات عبر التفاوض على تمديد المهلة، في محاولة أخيرة لتجنّب الإجراءات.

رغم تحقيق ترمب مكسباً تشريعياً كبيراً الأسبوع الماضي ووصول سوق الأسهم الأميركية إلى مستويات قياسية، إلا أن حواجزه التجارية الجديدة قد تعيد إشعال مخاوف المستثمرين بشأن شبكة معقدة من الرسوم الجمركية ستتحملها الشركات الأميركية المستوردة.

وكانت الجولة الأولى من الرسوم "المتبادلة" التي أطلقها ترمب مطلع أبريل قد أثارت مخاوف من دخول الولايات المتحدة في ركود، ما دفع البيت الأبيض إلى تجميد المعدلات مؤقتاً لمدة 90 يوماً بنسبة 10% حتى 9 يوليو.

إلى جانب التكاليف الإضافية التي تُسببها التعريفات الجمركية للشركات الأميركية التي تشتري سلعاً من الخارج، يواجه المصدرون المحليون احتمالية اتخاذ إجراءات انتقامية من اقتصاديات مختلفة، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي.

في سياق منفصل، تم إطلاع أعضاء الاتحاد الأوروبي على تطورات المفاوضات يوم الجمعة بعد جولة مباحثات في واشنطن، وأفادت بلومبرغ نقلاً عن مصادر بأن "اتفاقاً تقنياً من حيث المبدأ" بات قريباً.

ترمب يفرض رسوماً جمركية على أبرز شركاء بلاده التجاريين - الشرق
ترمب يفرض رسوماً جمركية على أبرز شركاء بلاده التجاريين - الشرق

مواقف آسيوية: اليابان وإندونيسيا وتايلندا

قال رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا في مقابلة مع قناة "فوجي تي في" إن بلاده مستعدة لجميع سيناريوهات الرسوم الجمركية، مؤكداً أن اليابان، بوصفها منتجاً رئيسياً للسيارات، مستعدة "للصمود والدفاع عن مصالحها"، مع توقع كل الاحتمالات.

وفي بيان رسمي الجمعة، أعلنت الحكومة الكمبودية أنها توصلت إلى إطار اتفاق مع الولايات المتحدة سيتم نشره قريباً، مع تعهد بمواصلة التعاون الوثيق. يُذكر أن كمبوديا، التي تُعد من كبار مصدّري الألبسة والأحذية إلى أميركا، كانت مهددة برسوم متبادلة نسبتها 49%، وهي من أعلى النسب التي لوّح بها ترمب.

وأشارت إندونيسيا الأسبوع الماضي إلى ثقتها في قرب التوصل إلى اتفاق "جريء" مع الولايات المتحدة يشمل المعادن الاستراتيجية والطاقة والتعاون الدفاعي والوصول إلى الأسواق، وذلك قبل المهلة الجمركية المرتقبة، وفق كبير مفاوضيها.

أما تايلندا، فتقوم بمحاولة أخيرة لتفادي رسوم أميركية بنسبة 36% على صادراتها، من خلال عرضها فتح أسواقها أمام مزيد من  السلع الزراعية والصناعية الأميركية، وزيادة مشترياتها من الطاقة وطائرات "بوينغ".